القمم السبع الثانية في العالم

القمم السبع الثانية في العالم: استكشاف تحديات الجبال الكبرى

يعد تسلق الجبال من أقدم الأنشطة التي عرفها الإنسان، إذ تعكس هذه المغامرات الشجاعة والإصرار على التغلب على التحديات الطبيعية. في الوقت الذي يسعى فيه المتسلقون إلى الوصول إلى قمة جبل إيفرست، الذي يعد أعلى قمة في العالم، يوجد عدد من القمم الكبرى الأخرى التي تقف على قدم المساواة من حيث الصعوبة والتحدي. في هذا المقال، سنتناول القمم السبع الثانية في العالم، والتي تعد من أعلى القمم الجبلية بعد جبل إيفرست. هذه الجبال ليست فقط محط اهتمام للمتسلقين المتمرسين، بل أيضًا تمثل تحديًا كبيرًا بسبب ارتفاعاتها الشاهقة وظروفها المناخية القاسية.

1. جبل كايتوكا (K2) – 8611 مترًا

جبل كايتوكا هو ثاني أعلى قمة في العالم بعد إيفرست، ويعتبر من أكثر الجبال شهرة في مجتمع متسلقي الجبال. يقع الجبل في سلسلة جبال كاراكورام بين باكستان والصين. يبلغ ارتفاعه 8611 مترًا، ويعد من أصعب القمم للتسلق بسبب الطقس القاسي والمنحدرات الحادة. على الرغم من كونه ثاني أعلى قمة، إلا أن معدل الوفيات على جبل كايتوكا يعتبر أعلى من إيفرست، مما يعكس الصعوبات التي يواجهها المتسلقون. تتسبب الرياح العاتية، وانخفاض درجات الحرارة، والخطر المتواصل من الانهيارات الثلجية في جعل كايتوكا تحديًا حقيقيًا للمتسلقين.

2. جبل كانشينجونغا (Kangchenjunga) – 8586 مترًا

يعد جبل كانشينجونغا ثالث أعلى قمة جبلية في العالم، ويقع على الحدود بين الهند ونيبال. يبلغ ارتفاعه 8586 مترًا، وهو ليس فقط واحدًا من أعلى الجبال، بل أيضًا واحد من أكثرها احترامًا في ثقافات المنطقة. يشتهر جبل كانشينجونغا بمساراته الصعبة وطبيعة جبلية وعرة، بالإضافة إلى الظروف المناخية القاسية التي تجعل من تسلقه تحديًا كبيرًا. يعتبر المتسلقون أن هذا الجبل يحمل في طياته الكثير من التاريخ الديني، ويعد من الأماكن المقدسة بالنسبة لبعض القبائل المحلية.

3. جبل لوتسي (Lhotse) – 8516 مترًا

يعد جبل لوتسي، الذي يقع بالقرب من جبل إيفرست في سلسلة جبال الهيمالايا، رابع أعلى قمة جبلية في العالم. يشترك لوتسي في جزء من المسار مع إيفرست، لكن تسلقه يتطلب مهارات خاصة لأنه أكثر انحدارًا. يبلغ ارتفاعه 8516 مترًا، وقد اشتهر بتسلقاته المتعددة والعديد من القصص البطولية حوله. يعد لوتسي أيضًا وجهة للمتسلقين الذين يرغبون في تحقيق إنجازات في المرتفعات العالية ولكنه لا يزال أقل شهرة من إيفرست.

4. جبل ماكالو (Makalu) – 8485 مترًا

جبل ماكالو هو خامس أعلى قمة جبلية في العالم، ويبلغ ارتفاعه 8485 مترًا. يقع الجبل أيضًا في سلسلة جبال الهيمالايا بالقرب من إيفرست. يتميز جبل ماكالو بمنحدراته الشديدة وسطحه الصخري الوعر، ما يجعل تسلقه تحديًا فنيًا شديدًا. يشتهر جبل ماكالو بقلة تسلقاته بسبب صعوبة التضاريس، حيث يتطلب الوصول إلى القمة خبرة كبيرة في تسلق المنحدرات الصخرية. ورغم صعوبة المسار، إلا أن للمتسلقين الذين ينجحون في بلوغ القمة شعورًا غير مسبوق بالإنجاز.

5. جبل نيبالي (Cho Oyu) – 8188 مترًا

جبل نيبالي أو Cho Oyu، هو سادس أعلى قمة جبلية في العالم ويبلغ ارتفاعه 8188 مترًا. يقع الجبل على الحدود بين نيبال والصين ويعد من الوجهات المشهورة لتسلق الجبال بسبب صعوبة الوصول إلى القمة وسهولة الطريق مقارنة ببعض القمم الأخرى. تشتهر هذه القمة بدرجات الحرارة القاسية والرياح الشديدة، ولكنها تعد واحدة من أكثر الجبال التي يمكن للمتسلقين الوصول إليها بعد جبل إيفرست. ورغم ارتفاعها، يُعد جبل نيبالي أحد أسهل القمم التي يمكن تسلقها ضمن القمم الكبرى، وهو مكان مثالي للمبتدئين الذين يرغبون في اختبار قدراتهم على المرتفعات العالية.

6. جبل آنابورنا (Annapurna) – 8091 مترًا

يقع جبل آنابورنا في نيبال ويعد سابع أعلى قمة جبلية في العالم. يبلغ ارتفاعه 8091 مترًا، ويعرف بتضاريسه الوعرة والصعبة، حيث يواجه المتسلقون خطر الانهيارات الثلجية المتكررة. في واقع الأمر، جبل آنابورنا هو أحد أكثر الجبال التي شهدت عددًا مرتفعًا من الوفيات بين المتسلقين، مما جعله يُعرف بأنه من بين أصعب القمم التي يمكن تسلقها. يعتبر جبل آنابورنا ليس فقط من أعلى القمم في العالم، بل أيضًا واحدًا من الجبال التي تُشكّل تحديًا غير مسبوق بسبب الظروف الجوية والطقس المتغير.

7. جبل غاشربروم I (Gasherbrum I) – 8080 مترًا

جبل غاشربروم I، المعروف أيضًا باسم “الجلد الأبيض”، هو سابع أعلى قمة جبلية في العالم. يبلغ ارتفاعه 8080 مترًا ويقع في منطقة كاراكورام على الحدود بين باكستان والصين. يُعتبر جبل غاشربروم I من القمم التي تتطلب تسلقًا فنيًا مع مهارات متقدمة في التعامل مع المنحدرات الجليدية والصخرية. على الرغم من أن هذه القمة ليست شديدة الارتفاع مثل بعض القمم الأخرى، إلا أن التضاريس الوعرة والظروف المناخية القاسية تجعل من تسلقه تحديًا حقيقيًا.

التحديات التي يواجهها المتسلقون في القمم السبع الثانية

تتسم هذه القمم السبع الثانية في العالم بالتحديات الطبيعية التي تتراوح بين الطقس القاسي، الرياح العاتية، والانهيارات الثلجية، والتضاريس الجبلية الوعرة. تتطلب هذه الجبال مستوى عالٍ من التدريب البدني والعقلي، فضلاً عن معدات تسلق متطورة.

من بين التحديات الكبرى التي تواجه المتسلقين في هذه القمم:

1. ارتفاعات شديدة: جميع القمم السبع الثانية في العالم تتراوح ارتفاعاتها بين 8000 متر و8600 متر تقريبًا. هذا الارتفاع الكبير يعني تعرض المتسلقين لخطر نقص الأوكسجين والاضطرابات الصحية المرتبطة بالارتفاعات الشاهقة.

2. الظروف المناخية القاسية: هذه القمم تقع في مناطق جبلية تحيط بها ظروف مناخية قاسية، مثل الرياح العاتية، الثلوج الكثيفة، وانخفاض درجات الحرارة بشكل حاد.

3. الصعوبة الفنية: تتطلب هذه الجبال مهارات فنية متقدمة في تسلق الصخور والجليد. يواجه المتسلقون تحديات مثل الانهيارات الثلجية والهواء النقي المنخفض.

4. التضاريس الوعرة: العديد من هذه الجبال تحتوي على مسارات غير مستقرة وصخور متدحرجة، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى القمة.

الخاتمة

القمم السبع الثانية في العالم تمثل تحديات كبرى للمتسلقين. وعلى الرغم من أنها لا تملك نفس شهرة إيفرست، إلا أن كل قمة تملك مميزاتها الفريدة التي تجعل من تسلقها تجربة مدهشة ومثيرة. تتطلب هذه الجبال التزامًا جسديًا وعقليًا هائلًا، فضلاً عن المعرفة العميقة بأساليب تسلق الجبال والمخاطر المحتملة. وبالنظر إلى أن هذه القمم تضم بعضًا من أخطر وأصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها أي متسلق، فإن الوصول إلى قمة أي منها هو إنجاز عظيم يظل محفورًا في ذاكرة المغامرين إلى الأبد.